chabab-tanmiya

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب التنمية لكل المبدعين والهواة


    الثقافة المحلية مدخل لتطوير التدريس

    Admin (n )
    Admin (n )
    Admin


    عدد المساهمات : 69
    تاريخ التسجيل : 19/12/2010
    العمر : 30

    الثقافة المحلية مدخل لتطوير التدريس Empty الثقافة المحلية مدخل لتطوير التدريس

    مُساهمة  Admin (n ) السبت يناير 01, 2011 8:38 pm

    يفتح الطفل عينيه يوم ولادته ويبدأ في التعلم، يتعلم من الأم والأب والمحيطين به، وعندما يصل إلى سن دخول المدرسة يكون قد اكتسب خبرات متنوعة من خلال البيئة المحيطة به والثقافة المحلية التي يعيش فيها. وفي المدرسة يواجه الطفل مناهج تعليمية تبتعد عن بيئته وثقافته المحلية، وكيف لا والمناهج توضع بصورة مركزية يصعب معها مراعاة التنوع الثقافي داخل الوطن الواحد. ومن هنا تبدأ المشكلة إذ يشعر الطفل بصعوبة محتوى المواد الدراسية التي يتعلمها داخل المدرسة نتيجة لضعف ارتباطها ببيئته وثقافته المحلية.

    ولقد ظهر في نهايات القرن العشرين اتجاه تربوي ينادي بالاعتماد على الثقافة المحلية Ethno Culture لتطوير التدريس والتعلم لجميع التلاميذ بما يناسب كل مجموعة ثقافية على حدة، فظهرت Ethnomathematics في تدريس الرياضيات، وفي العلوم الطبيعية ظهر Ethnoscience، وفي الموسيقي ظهر Ethnomusic ، وفي تدريس اللغات ظهرت Ethnolanguage ، ولم يعد أي مجال تعليمي يخلو من اتجاه ينادي بالاعتماد على الثقافة المحلية في تدريس المادة الأكاديمية واعتبارها جسراً يعبر عليه المتعلم لينطلق إلى أفاق العلم والمعرفة بلا حدود.

    وقد أشارت العديد من الدراسات والبحوث إلى فاعلية الاعتماد على الثقافة المحلية في تطوير التدريس، بالإضافة إلى تحقيق جوانب أخري مهمة منها غرس القيم والأخلاقيات في نفوس التلاميذ وأهمها تقدير الذات واحترام الهوية الذاتية والخصوصية الثقافية إلى جانب احترام التراث الحضاري للآخرين وقبول الآخر واحترامه، والتأكيد على المساواة بين الثقافات المتنوعة داخل المجتمع، وأن كل ثقافة لها إنجاز حضاري أسهم في تقدم البشرية.
    ويعتمد هذا المدخل على المنهج الانثروبولوجي في دراسة المجتمع المحيط وبالتالي معايشة المعلم للبيئة المحلية وفهمها واستخراج المفاهيم والعمليات التي ترتبط بالمادة الدراسية من واقع معايشته لهذا المجتمع، ومن ثم تضمين هذه المفاهيم والممارسات في التدريس داخل الفصل.

    وهناك العديد من الأمثلة لاستخدام مدخل الثقافة المحلية في تدريس مواد دراسية فمثلاً:
    في مادة الرياضيات:
    يستطيع المعلم استخدام شبكة الصيد وعيونها التي على شكل " معين هندسي" لشرح المعين وخواص المعين وذلك في مجتمع الصيادين.
    وفي مجتمع النجارين يستطيع الطفل في ورشة النجارة بمجرد النظر لجذع الشجرة (اسطواني الشكل) أن يحدد طريقة تقسيمه إلى ألواح بسمك معين ( متوازي مستطيلات) وأنه سيكون بعدد معين من الألواح، وهذا في حد ذاته " التمثيل البصري" الذي يدرس في مادة الهندسة في مراحل سنية متقدمه.
    وفي مجتمع البدو يمكن استخدام أساليب القياس المحلية الشائعة بينهم كوسيلة لتوصيل مفهوم القياس بالوحدات القياسية ( المتر – الكيلو جرام – اللتر-...)

    وفي مجال العلوم:
    يمكن استخدام الوصفات الشعبية وفوائدها في تدريس أجهزة الجسم الحيوية وطرق العناية بها والحفاظ عليها
    وفي مجال الموسيقي:
    يمكن استخدام الفلكلور والأغاني التي تشيع داخل البيئة المحلية لتدريس المفاهيم والأوزان الموسيقية، وقراءة النوتة الموسيقية وكتابتها.

    وهناك أمثلة كثيرة لاستخدام الثقافة المحلية في التدريس وقد أثبتت العديد من الدراسات فاعليتها في تدريس المواد الأكاديمية. وينتظر من المعلم أن يبادر بنفسه إلى اكتشاف الثقافة المحلية المحيطة بمدرسته وبتلاميذه، وأن يتخير مما يلاحظه ويكتشفه ما يناسب تلاميذه ليطور تعلمهم ويحقق طموحاتهم.

    هذه دعوة لتبني مدخل الثقافة المحلية في التدريس داخل المدارس، فإذا تم فهم هذا المدخل جيداً واستخدم بكفاءة وفقاً لآليات استخدامه فمن المتوقع أن يحقق التدريس داخل الفصول الدراسية نقلة نوعية كبيرة تسهم في تطوير التدريس والتعلم لجميع فئات التلاميذ، إلى جانب القيم والأخلاقيات التي سيكتسبها التلاميذ، وإنا لمنتظرون.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:00 am